الأربعاء، 13 مارس 2013

الدعاية السياسية . . وتأثيرها على المناضل


بقلم : محمد سلوكي
تعتبر الدعاية السياسية من أشد الوسائل تأثيرا في المشهد السياسي الصحراوي ، وهي بالمفهوم العام عملية إثارة إعلامية ونفسية مخططة ، للتأثير في إتجاهات وعقول وعواطف ومواقف الجماهير وآرائهم  وأفكارهم وسلوكياتهم ، دون أن يفكرو في الأسباب التي دفعتهم لتبني تلك الآراء ومنطقيتها ، وترجع خطورتها إلى أنها يمكن أن تدخل بيوت غالبية الصحراويين لتحقيق أهدافها ، وهنا يعمل فن الدعاية على تقديم موضوع ما بوضوح وبساطة شديدة وعرضه على عقول الناس ، لكنها ليست موجهة لشد إنتباه الطبقات المتعلمة أو المثقفة التي تستطيع أن تعرض كل شيئ على العقل ، فالدعاية هي نداء من أجل جذب شعور جمهور العامة ، وليست موجهة الى الطبقات العقلانية
إن المشهد السياسي الصحراوي سواء في المناطق المحتلة أو المواقع الجامعية ، مليئ بهذه الظاهرة الخبيثة ،التي تنخر عظم المناضل الصحراوي ، وتحبطه وتحوله من ذلك المناضل الشريف الغيور على القضية الوطنية – في نظر أغلبية الناس – إلى ذلك الخائن والعميل والمتاجر بالقضية . . . ، حتى قبل أن يفكر في تكذيبها أو نفيها ، تكون للأسف قد دخلت أغلب بيوت الصحراويين دون سابق إنذار
:والسبب الراجع في ذلك كون الدعاية تشتمل على مواصفات من بينها
. ـ أنها تستغل ميل الفرد إلى المسايرة والتقليد
. ـ تستخدم أسلوب التهويل والتضخيم
. ـ تخاطب العواطف والإنفعالات
. ـ تستقطب مشاعر الناس ومودتهم بالكلمات المؤثرة
(... ـ تثير مشاعر الناس السلبية ( كره ، يأس ، غضب
وتسعى الدعاية السياسية إلى إحباط الناشط وثنيه عن العمل الذي يقوم به ـ يدافع عن حقوق الإنسان أو ينشط في الإنتفاضة ـ ، نأخذ مثلا المواجهات التي تحدث بين الفينة و الأخرى بين الطلبة الصحراويين في المواقع الجامعية المغربية ، سببها الرئيسي مخابرات الإحتلال ، التي تروج دعايات داخل الأوساط  الطلابية ، الهدف منها تشتيت وحدة الصف الوطني ، كما يساهم إسقاط الخلافات بين النشطاء الحقوقين على هذه الفئة في  تأجيج الصراعات
يأخذ النشطاء الحقوقيون هذه الأيام حصة الأسد من هذه الحملة  الدعائية الشرسة ، والتي تساهم فيها الأغلبية الشعبية بدون وعي ودون علم ودون ان تعرف  أن المخابرات المغربية وراء ذلك ، وأصبحو يُنعتون بأبشع الأوصاف كالبراغماتيين والمتاجرين بالقضية . . . مع العلم أنهم كانو ولايزالون في واجهة الأحداث التي تعرفها القضية الوطنية  والدليل ان اغلبهم معرض للمخاطر والحسابات الامنية من قطع للارزاق والاعتقالات والاحكام الثقيلة ,نأخذ مثالا على ذلك الناشط الحقوقي يحي محمد  الحافظ (15سنة) , ومجموعة النشطاء الستة بالداخلة( ثلاث سنوات  , ومجموعة اكديم ايزيك , والتضييق والاعتداءات وغيرها التي تستهدف النشطاء ، والغاية من  ذلك في حشرهم في الزاوية, و يساهم كذلك إبتعاد البعض منهم عن مبدأ التنافس الشريف في تنامي الدعاية بينهم ، بحيث ينشرها الحاقد وينقلها  الكاذب ويصدقها الغبي 
إن الطبقة المثقفة داخل المجتمع الصحراوي شبه غائبة عن الدور الذي يمكن أن تلعبه ، في التساؤل عن كل إشاعة ومعرفة أهدافها والجهة التي تقف ورائها ، لمحاربتها والتصدي لها وتوعية الناس بخطورتها  ، فالمناضل الصحراوي مهما كانت إنتمائاته لتنظيمٍ أو جمعية أو منظمة ما ،     يبقى مدافعا عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والحرية

0 التعليقات:

إرسال تعليق